(( قصة السيدة العظيمة [آسيا بنت مزاحم] ))
مؤثّرة جدّا
السلام عليكم
*** عن أبي موسى الأشعري قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[[ كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية إمرأة فرعون ، و مريم بنت عمران ، و خديجة بنت خويلد ، وإنّ فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائرالطعام]] الصحيحين وغيرهما.
<**> فـ آسية التي نتحدّث عنها اليوم هي إحدى تلك السيدات العظيمات الكاملات.. >> وكانت ملكة بنت ملوك من الساميّين العرب الذين حكموا وسادوا على مدى عصور طويلة..
>> فهيبنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد (السامي العربي) الذي كان فرعون مصر في زمن النبي يوسف عليه السلام.
>> وهي التي كفلت نبي الله موسى كليم الرحمن ، فرعته وربّته وحمته من بطش فرعون عدو الله ومن مكر وحسد الوثنيين والملحدين ..
>> وكان فرعون قد رأى في منامه كأنّ ناراً قد أقبلت من نحو بيت المقدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط، ولم تضر بني إسرائيل.. فلمّا إستيقظ هاله ذلك، فجمع الكهنة والحزأة،والسحرة، وسألهم عن ذلك؟؟؟
فقالوا: هذا غلام يولد من بني إسرائيل، يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه..
>> فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النسوان، وإحترز كل الإحتراز أن لا يوجد موسى ، حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحبالى، ويعلمون ميقات وضعهن، فلا تلد إمرأة ذكراً إلا ذبحه أولئك الذبّاحون من ساعته.
>> وكأن القدر يقول به: (( يا أيها الملك الجبّار، المغرور بكثرة جنوده، وسلطة بأسه، واتساع سلطانه..
*) قد حكم العظيم الذي لا يغالب ولا يمانع، ولا يخالف أقداره،
*) أن هذا المولود الذي تحترّز منه، وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى،
*) لا يكون مرباه إلا في دارك، وعلى فراشك،
*) ولا يغذّى إلا بطعامك وشرابك في منزلك، وأنت الذي تتبنّاه وتربّيه وتتعدّاه، ولا تطّلع على سرّ معناه..
*) ثم يكون هلاكك في دنياك وأخراك، على يديه ،لمخالفتك ما جاءك به من الحقّ المبين، وتكذيبك ما أوحى إليه،
*) لتعلم أنت وسائر الخلق أن ربّ السموات والأرض هو الفعّال لما يريد، وأنه هو القوي الشديد، ذو البأس العظيم، والحول والقوّة والمشيئة، التي لا مردّ لها )).
>> وإستمر الذبح والإبادة إلى أن شكى القبط إلى فرعون عن قلّة بني إسرائيل، بسبب قتل ولدانهم الذكور، وخشي أن تتفانى الكبار مع قتل الصغار، فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيل يعالجون..
>> فأمر فرعون بقتل الأبناء عاماً، وأن يتركوهم عاماً.
فذكروا أن هارون عليه السلام ولد في عام المُسامحة عن قتل الأبناء..
>>وأن موسى عليه السلام ولد في عام قتلهم..
###> فضاقت أمّه به ذرعاً، وإحترزت من أول ما حبلت، ولم يكن يظهر عليها أشكال الحبل..
<(!*!)> فلما وضعته ألهمها الله تعالى أن تتخذ له تابوتاً وربطته في حبل.. وكانت دارهما متاخمة للنيل.. فكانت ترضعه فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت، فأرسلته في النهر وأمسكت طرف الحبل عندها في البيت ، فإذا ذهبوا استرجعته إليها به. وألقي في خلدها وروعها أن لا تخافي ولا تحزني، فإنه إن فلت ذلك الحبل وذهب التابوت بالصبي فسيرجع إليك ..
<(!*!)> وذات يوم وبعد ان أرسلته في الماء إرتبكت ولم تتمكّن من ربط طرف الحبل عندها، فقد ذهلت وخشيت أن يشاهده أحد ممّن كانوا بجوارها، ففلت منها وذهب مع النيل ،،
===> حيث إنطلق إلى قدره المحتوم الذي خلق ووجد لأجله ..
فمرّ على دار فرعون،، فَالْتَقَطَهُ جواري إمرأة فِرْعَوْنَ ، وكان في تابوت مغلق عليه، ولم يتجاسرن على فتحه، بل وضعنه بين يدي امرأة فرعون عليها السلام .. فلما فتحت التابوت وكشفت الحجاب عن موسى عليه السلام ، رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية، والجلالة الموسوية ..
وما إن وقع نظرها عليه حتّى أحبّته حبّاً شديداًً..
>>> ثم جاء فرعون فقال: (( ما هذا ))؟! وأمر بذبحه.. فإستوهبته منه ودافعت عنه بقولها :{َ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ }.. فقال لها فرعون: ((أما لك فنعم ، وأما لي فلا حاجة لي فيه))..
*** فسبحان الهادي .. فقد أخبر نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلم عن جواب فرعون لزوجته، فقال:
[[والذي يحلف به ،، لو أقرّ فرعون أن يكون قرّة عين له، كما أقرّت إمرأته، لهداه الله كما هداها .. ولكن حرمه ذلك ]].
##> وكانت آسيا عاقلة وحكيمة فقالت له: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا} {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} وذلك أنهما تبنّياه ؛ لأنه لم يكن يولد لهما ولد.. وقد أنالها الله ما رجت من النفع في الدنيا والآخرة.. أما في الدنيا فهداها الله به،،، وأما في الآخرة فأسكنها جنّته بسببه.
<(!*!)> ثم إنها قامت تبحث له عن مرضعة ، فجعل كلما أخذته امرأة منهنّ لترضعه، لم يقبل على ثديها، حتى أشفقت امرأة فرعون أن يمتنع من رضاعة اللبن فيموت.. فأحزنها ذلك، وأمرت به فأخرج إلى السوق حيث مجمع الناس، ترجو أن تجد له مرضعة ..
>>وكانت أمه قد أصبحت خائفة عليه ، فقالت لأخته: تقصّي أثره وأطلبيه، هل تسمعين له ذكراً ؟ أحيّ إبني أم قد أكلته الدواب؟ {فَبَصُرَتْ بِهِ} أخته {عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} فقالت من الفرح ، حين أعياهم وجود المرضعات: أنا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}.. فأخذوها فقالوا: ما يدريك ما نصحهم له؟؟؟ هل تعرفينه ؟؟؟ حتى شكّوا في ذلك.
فقالت: نصحهم له، وشفقتهم عليه، ورغبتهم في صهر الملك، ورجاء منفعة الملك.. فأرسلوها لتحضر لهم المرضعة.. فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر، فجاءت أمه، فلما وضعته في حجرها، نزا إلى ثديها فمصّه، حتى امتلأ جنباه ريّاً.
>>وانطلق البشير إلى امرأة فرعون يبشّرها أن قد وجدنا لإبنك مرضعة..
>>فأرسلت إليها فأتت بها وبه ، فلما رأت آسيا ما يصنع الطفل بالمرضعة (أي أمّه) وقبوله لها قالت: ((امكثي عندنا في القصر فترضعي ابني هذا، فإني لم أحب شيئاً مثل حبّه قط )).
قالت أم موسى: لا أستطيع أن أترك بيتي وولدي فيضيع، فإن طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى بيتي فيكون معي ، فإني غير تاركة بيتي وولدي.. وأيقنت أن الله منجز وعده لها .. فرجعت به إلى بيتها من يومها، وأنبته الله نباتاً حسناً وحفظه لما قد قضى فيه..
>>فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لأم موسى: (( أزيريني ابني ( أي أحضريه لزيارتي) ))، فوعدتها يوماً تُزيَّرْها إياه فيه.. فلما دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت به، ونحلت أمه بحسن أثرها عليه.
<(!*!)>ثم قالت: لآتينَّ به فرعون فلينحلنه (اي يعطيه هديّة) وليكرمنّه ، فلما دخلت به عليه، جعله في حجره، فتناول موسى لحية فرعون، فمدّها إلى الأرض..
>>فقال الغوّاة من أعداء الله لفرعون: ألا ترى ما وعد الله إبراهيم نبيه، أنه زعم أنه يرثك ويعلوك ويصرعك؟؟؟
فأرسل إلى الذبّاحين ليذبحوه ..
>> وعلمت آسيا بذلك.. فجاءت مُسرعة لنجدته ،،
>>فقالت: ما بدا لك في هذا الغلام الذي وهبته لي؟؟؟
فقال: ألا ترينه يزعم أنه يصرعني ويعلوني!!!
<(!*!)> فقالت: اجعل بيني وبينك أمراً تعرف فيه الحقّ، إحضر له جمرتين ولؤلؤتين، فقربهنّ إليه ،
** فإن بطش (أي أمسك) باللؤلؤتين وإجتنب الجمرتين، عرفت أنه يعقل ،
** وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين ، علمت أن أحداً لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل !!
>> فقرّب إليه ما طلبت ،، فتناول الجمرتين ، فإنتزعهما منه مخافة أن يحرقا يده ،
فقالت : ألا ترى؟؟؟
فصرفه الله عن موسى بعدما كان همّ بذبحه،
وكان الله بالغاً فيه أمره ، فقد أهلكه أخيرا مع جنوده علي يدي موسى عليه السلام .
*************************
<(!*!)> وبعد أن إطّلع فرعون على إيمان امرأته بالله وإتّباعها لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام.. فخرج على الملأ وقال لهم: ما تعلمون من آسية ؟؟ فأثنوا عليها خيرا..
فقال لهم: إنها تعبد ربّا غيري..
فقالوا له: إقتلها..
>>> فأوتد لها أوتادا وشدّ يديها ورجليها..
** فقالت:{ربِّ ابنِِ لي عندك بيتا في الجنة}.
فإستجاب ارحم الراحمين طلبها .. وأرتها الملائكة بيتها في الجنّة..
<><> فضحكت حين رأته ..
===> وتعجّب فرعون وقال :
(( ألا تعجبون من جنونها؟ إنّا نعذّبها وهي تضحك!))..
<(!*!)> وكانت رضي الله عنها تُعذّب بالشمس وقد سمّر يديها ورجليها ، ووُضِع على ظهرها رحى (أي حجر المطحنة)..
<(!*!)> فكان إذا أذاها حرّ الشمس أظلتها الملائكة بأجنحتها ..
<(!*!)>ولما طلبت النجدة من أرحم الراحمين ، قالت :{وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.
<(!*!)> نجّاها الله وقبض روحها الطاهرة وهي سعيدة وقريرة العين ومستبشرة بما أكرمها وأنعم عليها من عظيم رضاه وجميل نعيمه..
#####################
فرضي الله عنها وأرضاها ، فما أعظمها من سيّدة كاملة الإيمان والثقة بالله تعالى ،، وكاملة الأوصاف أيضا..
التوقيع ولاتنسونا بصالح الدعوات