السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
1- كلمة شفاء أبلغ من كلمة دواء مع أنها تحتويها، فالقرآن دواء، ولكن الله تعالى قال: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ)(فصلت:
من الآية44)؛ لأن الإنسان قد يتعاطى الدواء ولا يشفى لسبب عدم استجابته
للعلاج، وحينما يقول إن القرآن شفاء فمعناه أنه حقق المقصود منه، وحصلت
العافية بإذن الله تعالى.
وردت
كلمة (شفاء) كتعبير عن القرآن في ستة مواضع من كتاب الله تعالى، والحديث
عن القرآن وأنه شفاء ليس نفياً لما سواه من الأسباب؛ سواء الأسباب الشرعية
كالدعاء، والصدقة، وماء المطر كما قال تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ)(الأنفال: من الآية11)، وماء زمزم هو لما شُرب له وهو «طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سُقْمٍ»،
ولا ينافي ذلك الاستشفاء بالأسباب الطبيعية؛ بالعلاجات، والكشوف،
والابتكارات الطبية، والأدوية، والعقاقير، والمستحضرات، والعمليات
الجراحية، وغيرها من الأسباب التي سخّرها الله تعالى للعباد، فيجب استبعاد
أن يكون ثمت تنافر بين العلاج الإيماني الروحاني وبين العلاج المادي البشري
الطبيعي.
2-
المقصود الأعظم والأساسي والجوهري هو شفاء الهداية؛ هداية القلوب والعقول
والتهذيب والتطهير والتزكية وسمو الروح، ويجب أن ندرك أن القرآن نزل لهذا
أساساً كما قال سبحانه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
(صّ:29)، نزل ليكون دليلاً إلى الجنة وحادياً إلى دار السلام ودعوة إلى
مكارم الأخلاق وإلى العلم والهدى والإيمان، وناهياً عن أضدادها من الكفر
والفسوق والعصيان وألوان الجرائم، فهذا المعنى الذي يجب أن ندندن حوله
ليلاً ونهار سراً وجهاراً، ويجب أن نعرف أننا حينما نقول: (القرآن شفاء
للأبدان والنفوس) أن أولئك الذين نالتهم هداية القرآن في عقولهم وقلوبهم
واستمعوا إليه وسمت به أرواحهم هم أكثر الناس جدارةً واستحقاقاً أن يحصلوا
على الشفاء الآخر، فمن كان مهتدياً بهدي القرآن عقلاً وقلباً وروحاً كان
أجدر أن يستفيد من القرآن حينما يكون القرآن دعاءً أو رقيةً أو شفاءً لمرض
نفسي أو حسي.
3- في القرآن الكريم أنواع من الشفاء، وقد حاولت أن أحصرها فوجدتها نحو تسعة أنواع:
الأول: (وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
)(يونس: من الآية57)، وهذا يشمل الشفاء من التساؤلات الوجودية والإشكالات
والشكوك التي تعتري الإنسان، فإن أعظم هادٍ للإنسان إلى طريق الله والإيمان
بآياته ورسله وبالآخرة هو القرآن الكريم، إذ فيه من الإعجاز والبلاغة
والسمو والتأثير الروحاني الشيء العظيم، ومن الخطأ الظن بأن الإيمان بالله
قناعة ذهنية مجردة يمكن الوصول إليها بالجدل المنطقي أو الإقناع العقلي
فحسب، نعم؛ هذه واحدة من الطرق والقرآن استخدم هذا الأسلوب: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) (الغاشية:18،17)، (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذاريات:21)، (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) (الطور:35).
قضية
الإيمان بالله أعمق من أن يخاطب بها العقل وحده أو أن تكون قضية يختصم
فيها الناس فهذا يثبت وهذا ينفي، القرآن الكريم يقدم هذه القضية في قالب من
الحسم والقطع والتأثير، والذي يستمع إلى القرآن الكريم بتجرد يحصل على
الهداية واليقين.
وهو (شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ) من الشهوات، والله تعالى سمى الشهوات مرضاً فقال: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)(الأحزاب:
من الآية32)، فالاستماع إلى القرآن الكريم خير حاجز للإنسان عن مقارفة
الشهوات والذنوب والكبائر والموبقات والفواحش، وخير حادٍ للإنسان أن يفطم
نفسه عنها ولو وقع فيها ألا يستمرأها بل يسرع النهوض والانفكاك إلى الله؛
لأن الله تعالى يقدم له البديل؛ بديل الإيمان، بديل لذة التقوى والعبادة،
بديل الوعد الصدق في الآخرة (وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (الأحقاف: من الآية16).
و القرآن (شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
) بمعنى الشفاء من الأحقاد والحزازات والكراهية والبغضاء؛ التي كثيراً ما
تفسد حياة الناس وتفسد قلوبهم، والله تعالى قال على لسان إبراهيم عليه
السلام: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:89،88) وإذا كان -تعالى- يصف أهل الجنة بقوله: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلّ)(الحجر:
من الآية47)، حتى ورد أن الأحقاد والبغضاء على أبواب الجنة كمبارك الإبل،
فإن هذا يدل على أن طهارة القلوب من الضغائن والأحقاد من أعظم القربات، ومن
أعظم مقاصد الشريعة ومقاصد القرآن الكريم، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-
في الحديث الذي رواه مسلم: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ
»، يعني في الصفاء والسلامة والتجرُّد، ومن معانيها القدرة على نسيان
الإساءة، وتجاوزها، وصفاء النفوس، وبذلك حصلوا على سعادة الدنيا، ونجاة
الآخرة.
الثاني:
حسن الاعتقاد وحسن الظن بالله تعالى الذي هو فوق الأسباب، وذلك من أسباب
حصول المقاصد والمطالب؛ أن القرآن يُعرّفنا بالله الذي بيده كل شيء (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(المائدة:
من الآية120)، والقوانين المادية يخضع لها البشر أما الله تعالى فهو واضع
النواميس وخالق الكون، ولذلك يصبح عند المؤمن والمريض خاصة إحساس بأن الله
تعالى قادر على أن يخرق النواميس، وأن يأتي بالمفاجآت الطيبة، وأن تكون
النتائج خلاف ما يتوقع الأطباء، وما دلت عليه التقارير، وما يظنه الظانون..
فالقرآن يعطي الإنسان مثل هذا الإيمان العظيم الضخم.
الثالث:
القرآن سبب لشفاء المشكلات الإنسانية الاجتماعية والسياسية والأسرية
والبيئية؛ التي أصبح العالم يتوجع منها ويتخوّف من مخاطرها المحدقة بالحياة
البشرية، وهو دعوة إلى معالجة الأسباب، وإزالة الأمراض، وإلى الصبر على
تلك الحالات والمشكلات؛ التي لا يجد الإنسان لها شفاءً، كما في قوله تعالى:
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ)(الفرقان: من الآية58)، فهذا يدعوك إلى التوكل على الله، (وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ
الْيَقِينُ) (الحجر:97-99)، فالقرآن يعطي دفعة وجرعة لأولئك الناس
الذين هم في حال فردي أو جماعي ميئوس، دون طمع أو أمل في العافية والشفاء؛
لأن الوسائل الطبية كلها عجزت، فيظل الأمل في الله، والرضا والقناعة
والتسليم والصبر.
الشفاء الرابع:
وهو أن في القرآن توجيهاً منهجياً للبحث والوصول إلى الأسباب والحلول كنوع
من المعرفة البشرية، و علينا أن ندرك أن القرآن ليس كتاب طب ليُشخّص
الأمراض الجسدية التي يعانيها البشر والعلاجات المناسبة، لكنه جاء ليرسم
منهج البحث ويحفز إلى المحاولة والكشف وحين يقول سبحانه عن العسل: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)(النحل:
من الآية69)، فهذا يوحي بأن فيما خلق الله تعالى من النباتات والمشروبات
وغيرها ألواناً من الشفاء، وعلى البشر أن يكتشفوا هذه الأدوية، ويسعوا في
تحصيلها بحسب ما تمكنهم المعرفة المتاحة لهم في زمنهم، وهكذا لما يقول -صلى
الله عليه وآله وسلم-: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ وَأَنْزَلَ لَهُ دواء عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ
»، يصف الطب بأنه علم وضده جهل، ويؤكد أن على ظهر هذه البسيطة علاجات
وأشفيه لكل الأمراض؛ للإيدز، للسرطان، لتليف الكبد، للفشل الكلوي.. إلخ.
قد نجهله اليوم وبعد سنوات ربما يكون معروفاً ومتاحاً في الصيدليات.
هي دعوة للعقل أن يبتكر ويكتشف، وللتجربة أن تأخذ حقها ومداها، وكذلك لما يأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتداوي كما في قوله: «فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ »، فهذه دعوة إلى تعلم الطب وتعليمه والاستشفاء، وتوفيره لمن يحتاجه.
الخامس:
القرآن دعوة إلى النظام العام القائم على الصحة وعلى العافية، ومن ذلك ما
يسمى بالطب الوقائي فالطهارة والوضوء والاغتسال والنظافة في البدن والثياب
وسنن الفطرة في جسد الإنسان كما في حديث: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ » و «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ »؛ كالاستحداد والختان وقص الشارب وتقليم الأظفار.
وفي قوله تعالى (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(البقرة:
من الآية195) تحريم المخاطرة والمغامرة بما يؤدي إلى الهلاك، ومنه تجنب
أسباب المرض كأكل الميتة وشرب الخمر، وأكل الخنزير، وارتكاب الزنا، وارتكاب
الفواحش.. وهذه لها آثار نفسية وآثار اجتماعية فليس تحريمها مقصوراً على
الجانب الطبي فحسب.
ومثله الحجر الصحي في الأوبئة المعدية «إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا» وقصة عمر والصحابة مشهورة لما جاؤوا إلى الشام في طاعون عمواس، فالإسلام سبق إلى الحَجْر الصحي.
السادس: القرآن رسم أصول الطب كالاعتدال وعدم الإسراف في الاستهلاك كما في قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا)(الأعراف: من الآية31)، وتجنب ما يزيد المرض حيث أباح الفطر في السفر والمرض (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(البقرة: من الآية184)، وشرع استخدام التيمم بالتراب بدل الماء للمريض (وَإِنْ
كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ
الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً
فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً)(النساء: من الآية43).
السابع:
القرآن شفاء من الضغوط النفسية والحياتية؛ التي هي سبب لكثير من الأمراض
الجسدية، حين يتحدثون عن أمراض القلب، وضغط الدم، والسكر، وكثير من الأمراض
الشعبية المتداولة يربطونها بالضغوط النفسية، ضغوط العمل والحياة
والإخفاقات والمشكلات الأسرية، ولذلك كان جعفر الصادق -رضي الله عنه- يقول:
"عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قوله تعالى (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(آل عمران: من الآية173)"، (الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173)، وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(الأنبياء: من الآية87)"؛ لأنه قال سبحانه بعدها: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88)، وعجبت لمن مكر به وخودع ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)(غافر: من الآية44)"؛ لأن الله تعالى قال بعدها (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا)(غافر: من الآية45)، حينما تقرأ هذه الآيات بهذه الروح ستكون وقاية عظيمة مما تخاف.
الثامن:
القرآن شفاء من الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر والخوف، واليوم
ثمَّ نسبة معتبرة قد تصل 50% ممن يعانون هذه الأمراض أو بعض أعراضها بشكل
مستديم أو مؤقت، والغريب أنك حين تتكلم عن الاكتئاب والقلق والتوتر تجد
الكبير، والأمير، والصغير، والوزير، والتاجر، والرجل، والمرأة، والشاب وجل
الناس يصيخون باهتمام؛ لأنهم يعانون بقدر أو بآخر منها.
ثمَّ
تجربة قرأت عنها للدكتور الطبيب أحمد القاضي، في "المركز الإعلامي بمؤسسة
العلوم الطبيبة الإسلامية بمدينة بنما سيتي بالولايات المتحدة الأمريكية"،
حيث عمل تجربة على عدد كبير من الناس من المسلمين وغير المسلمين، ومن الذين
يعرفون اللغة العربية والذين لا يعرفونها، وكان يقرأ عليهم القرآن ويحاول
أن يرصد تأثيرات القرآن على ذبذبات داخل أجسامهم وخلاياهم وعقولهم، فوجد أن
97% من الناس يتأثرون ويُحدث لهم سماع القرآن قدراً من الهدوء والسكينة،
وسجل تجربته في كتاب سماه "تأثير القرآن على الوظائف الفسيولوجية للجسم"،
طبعته دار الرسالة في بيروت.
القرآن يمنح الطمأنينة والسكينة والوعد الطيب والأمل والقوة في الله وكلمة لا حول ولا قوة إلا بالله ذات تأثير عظيم (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)(الكهف:
من الآية39)، فهي حفظ للشيء القائم والواقع كما هي دعوة إلى التحول إلى
حالة أكثر أمناً وطمأنينة ورضا وتوفيقاً وغنى وصحة وسعادة.
التاسع:
الشفاء الحسي، وهذه كثيراً ما يتحدث الناس عنها، وهي المعروفة (بالرقية
الشرعية)، وذلك لارتباط الجسد بالنفس فعافية النفس عافية للجسد، وقد وجدت
كثيراً من الناس الذين يتمتعون بنفسيات سليمة وقلوب طيبة وراحة وهدوء لا
يشتكون كثيراً من الأمراض الجسدية، وعلى النقيض فثمَّ أمراض نفسية تتحول
إلى أمراض جسمية، ومن الأمراض ما يسمى بالـ "نفس جسمية" بمعنى أنه مرتبط
بالجسد والنفس معاً، وربما كان الحديث النبوي الشريف «
تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِى تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ
كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ
بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى »، يرشد إلى هذا المعنى والله أعلم.