عدد المساهمات : 1401 تاريخ التسجيل : 17/08/2012 العمر : 63
موضوع: الصبر على البلاء ؟ السبت 3 نوفمبر 2012 - 8:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المؤمن دائماً تميله النكبات، والأمراض يمنة ويسرة؛ ليذهب الله عز وجل عنه الخطايا. أما المنافق، فتجمع عليه المصائب مرة واحدة، فيأخذه الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر. تزوج خالد بن الوليد ، سيف الله المسلول، امرأة مكثت عنده أربع سنوات، لم تصبها الأمراض، ولا الآلام، فأخبر عمر ، رضي الله عنه. فقال: ما أدري ما هذا، المسلم يصاب. ففارقها خالد ! فالمنافق دائماً في نعيم ظاهري، ويعيش في رغد..، لكنها في الحقيقة حياة الضنك والعذاب. ... يقول أبو تمام :
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
والحمى تأتي الصالحين كثيراً، فهي سبب موت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه. ولكنه، رضي الله عنه، لم يخبر بها أحداً.. بخلاف من يشهر بمرضه في المساجد! فالمصائب والأمراض من الأفضل أن تبقى سراً.. وأن لا تشكى إلا لله؛ وأن لا يشتكي العبد ربه فيما ابتلاه به لمن لا يرحمه. وأما النعمة فقال سبحانه: ((وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ))، وفي الحديث: (إن الله إذا أنعم على عبد أ أن يرى أثر نعمته عليه) (1) . الوزير ابن هبيرة صا كتاب الإفصاح ، الإثبات المفصل يقول: فقدت عيني هذه من أربعين سنة، والله، ما علمت زوجتي، وهي معي في البيت، يقول ذلك لما أتته سكرات الموت. ذكر أهل التراجم أن الأحنف بن قيس فقد عينه ثلاثين سنة، وما أخبر بها أحداً، فمن يستطيع هذا؟ ونحن إذا أصاب بعضنا الزكام، أخبر أهل الحي، وعطس في المسجد، وشكى، وبكى، وناح وقال: ثلاثة أيام، وأنا في هذا الزكام، اللهم ارفعه عنا! اللهم حوالينا ولا علينا! اللهم على الظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر! وذكر أهل العلم عن عمران بن الحصين أنه مرض أربعين سنة، ما قام من الفراش، حتى كانت الملائكة تصافحه في السحر بأيديها. نعم، صافحته في السحر بأيديها، فلما اكتوى، تركت مصافحته أربعين سنة. وقالوا عن أيوب ، عليه السلام، أنه مرض ثمان عشرة سنة، فقالوا له: ادع الله بالشفاء. قال: أنا تشافيت خمسين سنة، فإذا تساوى المرض والعافية دعوت الله! أما نحن فكما قال الفضيل بن عياض لما قرأ قوله تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ))، قال: اللهم لا تبلونا فتفضحنا..، فالستر الستر، ولكن من الناس من إذا ابتلي خرج من المحنة أكثر توفيقاً ولمعاناً. قالوا عن الإمام أحمد : كان ذهباً فدخل النار فخرج ذهباً أحمر. قال اليهودي للشافعي : ما بالنا أقل منكم أمراضاً، وأنتم تمرضون، وأنتم المسلمون؟ قال الشافعي : لأن هذه جنتكم وهذا سجننا، فإذا خرجنا منها خرجنا إلى الجنة، وخرجت أنت إلى النار! وهذا رد بديع مليح. قال سبحانه وتعالى في المنافقين: ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)). فهم:
لا بأس بالقوم من طول ومن قصر جسم البغال وأحلام العصافير
فالأجسام صحيحة، بدينه لكنها دون قلب..، فالقلب إنما يكون لأهل القلوب الذين يسكنون فيها القرآن والسنة. وقال: (ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة) قالوا: الأرزة هي: الأرز المعروف، الذي ينبت في لبنان ، وقيل: هي: الصنوبر. والمقصود: أنها شجرة متينة، لا تؤثر فيها الريح