عدد المساهمات : 1158 تاريخ التسجيل : 12/04/2012 العمر : 26
موضوع: أبو جانتي 2 ... دعاية خاطفة على شكل دراما الجمعة 10 أغسطس 2012 - 15:31
دمشق – حسام لبش
إذا كان الجزء الأول من مسلسل (أبو جانتي ملك التاكسي) بطولة سامر المصري وأيمن رضا وإخراج زهير قنوع قد تعرض للكثير من النقد، بداية من الحبكة الدرامية، وسذاجة الطرح، ومروراً بالأداء المبتذل، وانتهاءً بالإخراج المتواضع.
فإن الجزء الجديد الذي يغيب عنه (رضا، وقنوع)، وباستلام عمار رضوان دفة الإخراج، يعاني من العديد من المشاكل الفنية والتقنية كما هو الحال في الجزء الأول، ولكن الأبرز في هذا الجزء هو اختزال وقت الحلقة إلى 25 دقيقة، تتخللها الإعلانات، والملفت أكثر أن هذه الإعلانات لم تقتصر على ما تبثه القنوات العارضة في مستهل الحلقات التي تعرضها، بل تعدى ذلك إلى المسلسل بحد ذاته، حيث أصرّ القائمون عليه على استخدام الدراما كسلعة، وتحويل الحلقة الدرامية إلى دعاية خاطفة تقدم مختلف الخدمات، بداية من السيارات، ومروراً بالهواتف النقالة، وانتهاءً بالمطاعم، حيث لا تخلو حلقة من إشارة بطل العمل سامر المصري (أبو جانتي) لأحد هذه المنتجات أو غيرها بالاسم والوصف، إضافة للتسويق لها، ولجودتها، وقدراتها.
في حين كان لغياب (أيمن رضا) بطل الجزء الأول إلى جانب (المصري) وقع الكارثة على العمل، فشخصية (أبو ليلى) التي أداها (رضا) أدخلت عنصر التشويق إلى العمل، وساهمت في تنويع الأجواء الدرامية، وفي خلق حالة من التوازن بين النجمين، في حين في الجزء الثاني لم يستطع نجم الكوميديا أندري سكاف من ملئ فراغ غياب شخصية (أبو ليلى)، والسبب بطبيعة الحال لا يتعلق بقدرات (سكاف) الفنية، خاصة أنه يعتبر من أفضل نجوم الكوميديا في الوطن العربي، ولكن يعود للنص الرديء الذي لم يفسح له المجال لتقديم قدراته ككوميديان، حيث قضى الحلقات العشرة الأولى في زنزانة، يظهر في مشاهد خاطفة يردد كلمات غير مترابطة، دون أي حدث يذكر.
في حين كان حضور سامية الجزائري وتاج حيدر خجولاً أيضاً وفي مشاهد قليلة جداً ودون حدث يذكر أيضاً، حيث ركّز النص من جهة والمخرج من جهة أخرى على شخصية (أبو جانتي) ونتيجة قصر زمن الحلقة لم يستطع أن يلقي الضوء على أحداث خارجة عن إطار السيارة وسائقها، قد يرى البعض أن العمل في النهاية يتعلق بـ(أبو جانتي) ويحمل اسمه، ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك خطوط درامية أخرى، فتكامل العمل الفني عادة يكون بتعدد خطوطه الدرامية وبتكاملها، فضلاً عن ترابطها لخدمه الهدف الأساسي للعمل.
وفي ظل ذلك يبدو الهدف الأساسي للعمل (في جزء الثاني) غير واضح وتائه بين الإضحاك والتسلية وبين طرح فكرة أو قضية ما، ولم يستطع الربط بين هذه العناصر، أو اعتماد أحدها على حساب الآخر، في حين كان الجزء الأول رغم المشاكل الفنية والتقنية إلى أنه يحمل هدف واحد هو الإضحاك والتسلية، دون أي طروحات أو مشاكل أو قضايا.