عمت حالة من الاضرابات، والتظاهرات الجماهيرية، والعمالية، بعض
المحافظات أمس، للمطالبة بتحسين الحالة المعيشية، والتنديد بتدنى الأجور،
وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب والرى، وارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية. وحلت الإضرابات المتعلقة، بالانفلات الأمنى فى الشوارع، وما تبعه من خطف
فتيات، وسطو مسلح فى نهار رمضان، والتعدى على المستشفيات الحكومية، وما
رافقه من الاعتداء على الأطباء وطاقم التمريض، فى المقدمة، وسط مناشدات،
لرئيس الجمهورية، ووزير الداخلية بسرعة التدخل لإنقاذ المستشفيات قبل وقوع
كارثة.
فلليوم الرابع على التوالى، تظاهر المئات من الوافدين، والبدو وبعض
أفراد الشرطة، أمام ديوان مديرية أمن جنوب سيناء للمطالبة، بالقضاء على
الانفلات الأمنى، بعد تكرار حوادث السطو المسلح، والسرقة من قبل مجموعات من
ملثمين مسلحين.
وافترش المتظاهرون الأرض، أمام مديرية الأمن وأغلقوا أبوابها أمام
الجمهور، ونصبوا خيمة كبيرة أمامها للاعتصام بداخلها لحين عودة الأمن.
وقام المئات من المتظاهرين، بأداء صلاة العشاء والتراويح، أمام مبنى
المديرية، وبعدما فرغوا من صلاتهم، طالبوا، عبر مكبرات صوت، بإقالة مدير
الأمن ورجاله، وهتفوا: «يا وزير الداخلية.. مش عايزين الأشكال ديه»،
و«يارئيس الجمهورية مش عايزين الأشكال ديه».
ويقول أحد أفراد قبيلة القرارشة، جمعة مبارك: اعتصمنا لأن الأمن عندنا
لا يعمل، وهم يعرفون البلطجية ويتركونهم وإذا امسكوا بهم يتركونهم مرة اخرى
وشيوخ القبائل مستعدون لعمل لجان شعبية ليعيدوا الأمن مرة أخرى رغم أن
البدوى «ما يصحش يمسك بدوى».
على جانب آخر أكد مصدر أمنى رفيع المستوى فى تصريحات خاصة لـ «الشروق»
أن الأمن فى جنوب سيناء يتحمل ما لا يطيق، فالمحافظة مساحتها 30 ألف
كيلومتر مربع تقريبا وبالتالى تحتاج أعدادا كبيرة لتأمين طرق المحافظة التى
تبلغ 1000 كيلو تقريبا وهى كبيرة جدا بالمقارنة بعدد الضباط والأمناء،
وأوضح أن الأمن يقوم بتأمين كل شىء».
الأمر لم يختلف كثيرا فى محافظة البحيرة، حيث استنكر الدكتور إسماعيل
عاشور نقيب الأطباء بالمحافظة، ما سماه، بحالة التراخى الأمنى فى حماية
المستشفيات، رغم تكرار الهجوم عليها وعلى الاطباء من بعض البلطجية
والخارجين على القانون.
وأوضح إسماعيل أن مهاجمة المستشفيات نهج لم ينقطع منذ مدة طويلة، مطالبا
الأمن بالقيام بدوره فى حماية الأطباء لخطورة مهنتهم وأهميتها فى المجتمع.
جاء هذا بعد ان قام مجموعة من الأهالى بالتعدى على مستشفى دمنهور التعليمى وأطبائها بسبب وفاة والدتهم التى جاءت مصابة فى حادث.
وفى سياق مختلف، شهدت طرق البحيرة حالة من الشلل المرورى التام، بعد اقدام بعض القرى على قطع الطريق احتجاجا على انقطاع مياه الرى.
وقام أهالى قريتى، قليشان وصفط العنب، بقطع طريق ايتاى البارود، كوم
حمادة، واشعلوا النيران فى اطارات السيارات بالطريق للمطالبة، بدخول الصرف
الصحى وتوفير الأسمدة الزراعية.
ولم يتراجع الاهالى عن فتح الطريق إلا مع مخاطبة المحافظ لوزير الرى فورا لحل الازمة.
كما قام أهالى قرى دانشال والحجناية وعزبة شعير بمركز دمنهور بقطع
الطريق الزراعى القاهرة ــ الإسكندرية من الاتجاهين أمام قرية الحجناية
التابعة للمركز احتجاجا على اختفاء فتاة من دانشال منذ أيام، حتى انتقلت
القيادات الامنية اليهم ووعدتهم بتكثيف البحث عن الفتاة.
كما أقدم أهالى قرية التوفيقية وكفر العيص وشابور بالبحيرة بقطع الطريق
الزراعى السريع القاهرة ــ الإسكندرية، وأشعلوا النيران فى إطارات
الكاوتشوك احتجاجا على عملية سطو مسلح قامت بها مجموعة من البلطجية على
محطة بنزين بالمنطقة.
إلى ذلك، تعطلت حركة قطارات السكة الحديد، عند مدينة قليوب بسبب قيام
ركاب قطار منوف، بالتجمهر على شريط السكة الحديد، وغلق الطريق اعتراضا على
تعطل قطارهم المتجه من القاهرة إلى منوف وتولت النيابة التحقيق.
وفى محافظة قنا، توجه العشرات من أعضاء المقارئ وقراء السور، بمساجد
المحافظة برسالة لرئيس الجمهورية، قبيل زيارته المرتقبة لمحافظتى قنا
والأقصر لأداء صلاة الجمعة بمسجد سيدى عبدالرحيم القنائى، يطالبونه فيها
برفع روايتهم.
وقال الشيخ حسن أبوجبل، مقيم شعائر بمسجد القرافى المجاور لمسجد سيدى
عبدالرحيم: «هناك العشرات من أعضاء المقارئ وقراء السور يتقاضون شهريا 49
جنيها راتبا أى ما يعادل 12 جنيها على كل جمعة.
فى محافظة بنى سويف نزل المحافظ ماهر بيبرس، على رغبة أعضاء حزبى الحرية
والعدالة والنور السلفى، وقرر منح اللواء مجدى العوضى رئيس الوحدة المحلية
لمركز الفشن إجازة مفتوحة، ووعدهم باستبعاد نائبيه حسن تمام وسامى أمين من
الوحدة المحلية ونقلهم لمركز آخر.
يأتى ذلك فيما قام المئات من أهالى قريه إبيان التابعة لمركز مطوبس
بكفر الشيخ أمس، بقطع الطرق الرئيسى المتصل بين مركزى فوه ومطوبس، واعتصموا
أمامه بسبب عدم وجود مياه للرى والشرب بالقرية منذ أسبوعين.
وفى جامعة المنيا نظم المئات من العاملين وقفة احتجاجية أمام مكتب
الدكتور محمد أحمد الشريف، رئيس الجامعة، للمطالبة بتحسين أوضاع العاملين
ورفع الظلم عنهم والاعتراف بهم كشريك أساسى فى منظومة التعليم الجامعى.