قاد
المهاجم الإنجليزي واين روني العائد من الإيقاف منتخب بلاده للصعود لدور
الثمانية في بيورو 2012 بعد فوزه على المنتخب الأوكراني صاحب الأرض 1-0 في
المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب دونباس ارينا ، في الجولة الختامية
للمجموعة الرابعة بكأس الأمم الأوروبية ، وبهذه النتيجة يرتفع رصيد إنجلترا
إلى 7 نقاط متصدرا المجموعة ورافقه المنتخب الفرنسي برصيد 4 نقاط رغم
خسارته أمام السويد 2-0 وبذلك سيقابل المنتخب الإنجليزي نظيره الإيطالي في
دور الثمانية بينما يلتقي فرنسا مع الماتادور الأسباني.
جاءت المباراة متوسطة المستوى في الشوط الأول مثيرة في شوطها الثاني وأحرز هدف إنجلترا واين روني في الدقيقة 48 من المباراة .
دخل روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي المباراة ، وهو يعلم أن
التعادل يصعد بفريقه لدورالثمانية ، ولكنه إستغل عودة روني الذي إنتهى
إيقافه وشاركه في اللقاء الذي يعتبر الأول له في النهائيات الحالية حتى
يضمن الفعالية الهجومية أمام أصحاب الأرض ، ولعب بطريقة 4-4-1-1 معتمدا على
تقدم ويلبك كرأس حربة ، ومن خلفه روني ثم رباعي الوسط ميلنر من الجهة
اليمنى ، ويونج من الجهة اليسرى ، بينما لعب جيرارد ، وباركر في المنتصف
،وهو ما يعكس رغبة المدير الفني في تحقيق الفوز ، وعدم الإكتفاء بنقطة
الصعود .
في المقابل فإن أوليج بلوخين المدير الفني لمنتخب أوكرانيا يدرك أن الفوز
هو السبيل المضمون لمواصلة المسيرة في البطولة ، وعدم الخروج المبكر ،
بينما التعادل قد يعصف به من دور المجموعات ، ولذلك لم يكن أمامه سوى
الإستراتيجية الهجومية من خلال طريقة 4-4-2 حيث دفع في المقدمة بلاعبين هما
ميليفسكي ، وماركو ديفيتش ومن خلفهم الرباعي كونوبليانكا ، وجارماش ،
وتيموتشوك ، ويارمولينكو وتقدم جارماش كصانع ألعاب .. بينما جلس الهداف
شيفشينكو على مقاعد البدلاء لإصابته .
الهجوم الأوكراني أظهر أنيابه الشرسة منذ البداية معتمدا على عاملي الأرض
والجمهور ، وشكلت الجبهة اليمنى التي يشغلها يارمولينكو خطورة على
الدفاعات الإنجليزية ، وخلال الربع ساعة الأولى من المباراة توالت هجمات
أصحاب الأرض الذين لجأوا للتسديد من خارج منطقة الجزاء ، وكانت أخطرها
القذيفة التي أطلقها جارماش في الدقيقة السابعة لكنها علت الزاوية اليسرى
العليا لمرمى الحارس جو هارت بسنتيمترات قليلة .
التقهقر الإنجليزي كان غريبا في بداية المباراة فرغم التشكيل الهجومي
للمدرب إلا أن توظيف اللاعبين داخل الملعب كان مختلفاً ، فتقهقر روني
لمنتصف الملعب تاركاً ويلبك بمفرده في المقدمة ، وأصبح خط منتصف المنتخب
الإنجليزي منضماً للدفاع تاركا مساحة كبيرة بين الوسط والهجوم ، وكان أول
ظهور هجومي لمنتخب الاسود الثلاثة في الدقيقة 23 من خلال عرضية جيرارد
الخطيرة داخل منطقة جزاء أوكرانيا ، ولكنها مرت أمام الجميع ثم عرضية بعدها
بخمس دقائق قابلها روني برأسه برعونة لتمر بجوار القائم الأيسر ، وبخلاف
ذلك فقد سيطر أصحاب الأرض على مجريات المباراة .
كلمة السر في هذا الشوط كانت لمنتصف الملعب الذي سيطر عليه لاعبي أوكرانيا
مستغلين التقهقر الإنجليزي ، ولكن لم تشكل هجماتهم خطورة كبيرة نظرا
للكثافة العددية للدفاع الإنجليزي الذي تكتل كأن المدير الفني الإنجليزي
يلعب منذ البداية على التعادل فقط ، وهو ما أعطى الجرأة للاعبي أوكرانيا ،
ونفذوا هجمات كانت أخطرها قبل نهاية الشوط بثلاث دقائق عندما توغل
يارمولينكو داخل منطقة الجزاء مراوغا الدفاع الإنجليزي ، ولكن الدفاع شتتها
لركنية في الوقت الأخير .. لينتهي الشوط بالتعادل السلبي بين الفريفين .
لم تمر سوى ثلاث دقائق فقط من بداية الشوط الثاني حتى أرسل جيرارد عرضي من
الجهة اليمنى غيرت إتجاهها ومرت من الحارس بياتوف لتجد رأس روني الذي سددها
محرزا الهدف الاول وسط ذهول الجمهور الأوكراني الذي كان ينتظر أن يحرز
فريقه هدف التأهل بعد سيطرة الشوط الاول.
الهدف لم يكن محبطاً لأصحاب الارض الذين إندفعوا للهجوم وتوالت العرضيات
الخطيرة ولكن سوء إنتشار المهاجمين داخل منطقة جزاء الإنجليز لم يتح الفرصة
لتسجيل التعادل ..وفي المقابل حاول لاعبو منتخب الاسود الثلاثة تنفيذ
هجمات مرتدة سريعة من خلال إنطلاقات روني معتمدا على سرعته .
الضغط الهجومي شعار رفعه لاعبو أوكرانيا لإحراز هدف التعادل من خلال
التمريرات السريعة لخلخلة التكتل الدفاعي وفي الدقيقة 60 لعب جارماش عرضية
من الجهة اليمنى قابلها ميليفسكي مهاجم أوكرانيا برأسه ولكنها تمر بجوار
القائم الأيمن وبعدها بدقيقتين يتلقى ماركو ديفتش لاعب أوكرانيا بينية
إنفرد على اثرها وسددها لتمر من الحارس وتتهادى في المرمى قبل أن ينقذها
جون تيري وهي الكرة التي أثارت جدلا حينما لم يحتسبها الحكم المجري
ستيفكتور كاساي هدفا بينما شاهدها الجميع في الإعادة أنها تخطت خط المرمى
بكامل هيأتها .
إستمرت محاولات أوكرانيا لإحراز هدف التعادل من خلال التسديدات القوية من
خارج منطقة الجزاء ودفع بلوخين المدير الفني لإوكرانيا بورقته الرابحة
شيفشينكو في الدقيقة 70 لتنشيط الهجوم بعامل الخبرة والمهارة وكانت أخطر
الفرص الأوكرانية في الدقيقة 74 من تسديدة كونوبليانكا التي كادت أن تخدع
جو هارت حارس إنجلترا ولكن سرعة رد فعله مكنته من إنقاذها بينما حاول روني
تنفيذ هجمات مرتدة لإنجلترا ولكن دون فاعلية لينتهي اللقاء بفوز إنجلترا
1-0 وصعودها لدور الثمانية بينما ودعت أوكرانيا البطولة .