قاد
زلاتان إبراهيموفيتش منتخب بلاده السويد لفوز معنوي على فرنسا بهدفين
نظيفين في المباراة التي جمعت بين الفريقين ضمن منافسات الجولة الثالثة
بدور المجموعات من بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) مساء اليوم
الثلاثاء.
وبهدف مذهل سيظل عالقا في الأذهان في مباراة تحصيل حاصل للسويد، تمكن
إبراهيموفيتش من قيادة فريقه للفوز على الديوك الفرنسية بهدف أول، ثم
لارسون بهدف ثان في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة. واحتلت فرنسا وصافة
المجموعة الرابعة، ليصبحوا في مواجهة صعبة مع أسبانيا حاملة اللقب وبطلة
العالم في دور الثمانية من المسابقة الأوروبية.
وجاءت فرنسا في المركز الثاني برصيد 4 نقاط خلف إنجلترا المتصدرة بسبع نقاط، والتي تواجه إيطاليا ثاني المجموعة الثالثة.
وقدم المنتخب السويدي مباراة خالية من الضغوط وتمكن من تقديم عرض جيد أمام
فرنسا التي افتقرت للعب الجماهي والتكتيك الخططي، والاعتماد فقط على
التسديدات من خارج المنطقة مما سهل من مهمة دفاع منتخب السويد.
بدأ المدير الفني للسويد إيريك هامرين المباراة بأسلوب لعب 4-2-3-1، واعتمد
على تويفونين كرأس حربة، يدعمه مباشرة العملاق زلاتان إبراهيموفيتش،
ولارسون يميناً وبايرامي يساراً، وجاء في الوسط كالستروم وسفينسون، وفي
الدفاع كل من الثنائي أولسون وميلبيرج وجرانكفيست، وفي حراسة المرمى
ايساكسون.
أما لوران بلان مدرب الديوك الفرنسية فقد أجرى تغييرات طفيفة على تشكيل
المنتخب فدفع بحاتم بن عرفة ومفيلا على حساب مينيز وكاباي في الوسط
الهجومي، بجانب سمير نصري وديارا وريبيري، خلف رأس الحربة الوحيد كريم
بنزيمة، أما في الدفاع فشارك عادل رامي وكليتشي وفيليب مكسيس ودوبوشي.
جاءت البداية هجومية من المنتخب الفرنسي مقابل محاولات لا بأس بها من
الهجوم السويدي، وكشر الفرنسيون عن أنيابهم بعدما مرر كريم بنزيمة لفرانك
ريبيري الذي اخترق المنطقة من الجانب الأيسر هارباً من الرقابة الدفاعية
وسدد كرة قوية ولكنها لم تعرف طريق الشباك في الدقيقة الثامنة.
تبادل الفريقان الهجمات، ولكن خطأ فادح من المدافع مكسيس كاد أن يكلف منتخب
بلاده غالياً بعدما أهدى الكرة للمهاجم تويفونين الذي انطلق منفرداً ناحية
المرمى، ليراوغ الحارس لوريس بمهارة ويسدد في القائم الأيسر لتفقد السويد
فرصة هدف محقق في الدقيقة العاشرة من زمن اللقاء.
اعتمدت فرنسا على التسديدات بشكل كبير من خارج المنطقة نظراً لصعوبة
الاختراقات من العمق، في المقابل، اتسمت هجمات السويد بالخطورة رغم قلتها.
مع بداية الشوط الثاني، دفع مدرب السويد بمهاجم الهلال السعودي ويليهامسون
على حساب بايرامي، وبمجرد نزوله أرض الملعب، كاد أن يحرز هدفاً رائعاً بعد
مرواغة الحارس ولكن الحكم أفسد عليه المهمة وأطلق صافرته معلناً عن حالة
تسلل.
استمرت محاولات السويد الهجومية عن طريق ويليهامسون النشيط والخطير، في ظل
اعتماد الفرنسيين على إنهاء الهجمات بشكل واحد من خلال التسديدات من على
حدود المنطقة، ولكن العملاق السويدي زلاتان ابراهيموفيتش كان له رأي آخر
عندما حول لارسون عرضية من الجانب الأيمن حولها السلطان بازوداجية مذهلة
سكنت الشباك مباشرة في الدقيقة 54.
الدفع بالمهاجم ويليهامسون كان نقطة التحول للسويد عبر تحركاته ومهاراته
التي أزعج بها دفاع الديوك، وسدد المدافع ميلبيرج كرة بالكعب اثر تنفيذ
ركلة ركنية ولكن الحارس لوريس واصل تألقه واستبساله عن مرماه ليبعد الكرة
عن مرماه ببراعة في الدقيقة 59.
وكاد نصري أن يدرك التعادل من تصويبة صاروخية بيسراه ولكن الكرة مرت بجوار
القائم الأيمن بميليميترات. وأطلق مفيلا تسديدة نارية تصدى لها الحارس
ايساكسون بجدارة.
فشلت فرنسا في اختراق دفاعات السويد مكتفية بالتسديد من خارج المرمى، وهو
السلاح الذي بطل مفعوله أمام التكتل الدفاعي للمنتخب السويدي، وحاول لوران
بلان إنعاش الوسط الهجومي من خلال الدفع بمينيز على حساب نصري البعيد عن
مستواه المعهود، إلا أن ذلك لم ينجح أيضاً.
وأكمل المنتخب السويدي المفاجأة بهدف ثان عن طريق لارسون الذي استغل كرة
مرتدة من العارضة ليطلق قذيفة في الشباك الخاوية معلناً عن تقدم فريقه
بهدفين نظيفين. استمرت النتيجة كما هي عليها ليطلق الحكم صافرته بنهاية
المباراة معلناً عن تأهل فرنسا رغم الخسارة لدور الثمانية في المركز
الثاني، لتواجه أسبانيا حاملة اللقب في الدور المقبل.