قاد
النجم الأوكراني شفشينكو منتخب بلاده لتحقيق أول إنتصار له على حساب
المنتخب السويدي بنتيجة 2-1 في المباراة التي أقيمت بينهما على الملعب
الأولمبي بكييف عاصمة أوكرانيا ضمن لقاءات المجموعة الرابعة من كأس الأمم
الأوروبية.. وبهذه النتيجة تصدر منتخب أوكرانيا المجموعة الرابعة برصيد
ثلاث نقاط ، مستغلا تعادل منتخبي فرنسا وإنجلترا في المباراة التي سبقت هذا
اللقاء .
جاءت المباراة قوية من الفريقين وشهدت لقاء خاص بين النجمين شفشينكو نجم
أوكرانيا الذي سجل هدفي فريقه في الدقيقتين (55 و 61 ) وبين إبراهيموفيتش
نجم السويد الذي سجل هدف فريقه الوحيد في الدقيقة (52) لتكون الكلمة العليا
للكبيرين في هذا اللقاء .
حاول اوليج بلوخين المدير الفني للمنتخب الأوكراني إستغلال عاملي الأرض
والجمهور ، إلى جانب الإستثمار الجيد لتعادل المنتخبين الفرنسي والإنجليزي
شركائه في المجموعة ، فبحث عن الصدارة منذ البداية ، ودفع بكامل نجومه
وقوته الهجومية من خلال طريقة 4-4-2 معتمدا على تقدم المخضرم اندريه
شفشينكو ، وبجواره اندريه فورونين ، ومن خلفهم رباعي الوسط اَندري
يارملينكو ، وأناتولي تيموتشوك ، ويفجن كونوبليانكا ، وسيرجي نازارينكو
الذي يتقدم في المناطق الهجومية ليعاون الثنائي الهجومي .
في المقابل أراد إيريك هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي أن تكون
البداية إيجابية في البطولة ، فلم يهتم باللعب على أرض الخصم ، وخاصة أنه
يمتلك مفاتيح لعب تمكنه من تحقيق الفوز إذا أحسن إستغلالها فلعب بطريقة
4-2-3-1 معتمدا على تقدم روزنبرج ، ومن خلفه الثلاثي لارسون من الجهة
اليمنى ، وتويفونين من الجهة اليسرى ، ومن المنتصف الرهيب إبراهيموفيتش
الذي يعتبر الورقة الهجومية الرابحة للمدرب السويدي .
الحذر كان مسيطرا على أداء الفريقين في بداية اللقاء فكل فريق بدأ في البحث
عن نقاط الضعف في صفوف الخصم لإختراقها ، كما ركز لاعبو دفاع أوكرانيا مع
تحركات النجم السويدي إبراهيموفيتش لمعرفة الطريقة المثلى لرقابته ،
والقضاء على خطورته ، ووضحت تعليمات مدرب أوكرانيا للاعبيه بضرورة أن
يراقبه اللاعب الأقرب له في الملعب ، وعدم تخصيص لاعب معين لرقابته ، وذلك
لإن إبرا كثير الحركة داخل الملعب ، وخاصة أنه لعب في المنتصف وليس كمهاجم
صريح .. وفي المقابل كان شفشينكو نجم أوكرانيا مراقبا من مارتن أولسون
مدافع السويد ، ولكنه إستطاع أن يهرب كثيرا من الرقابة معتمدا على خبرته .
تشابهت طريقة لعب الفريقين ، حيث إعتمدا على التمريرات السريعة القصيرة في
ظل إجادة اللاعبين للعب في المساحات الضيقة .. وإن كان الإختلاف بين
المنتخبين هو محاولات زملاء إبرا الإختراق من العمق معتمدين على
إبراهيموفيتش ، وروزنبرج ، وتويفونين .. أما أصحاب الأرض فقد إعتمدوا على
التمرير من الجهتين اليسرى من خلال كونوبليانكا ، واليمنى التي أجاد فيها
يارملينكو ، وإرسال العرضيات لثنائي الهجوم اندريه شفشينكو واندريه فورونين
.
في النصف الثاني من الشوط الأول تخلى الفريقين عن حذرهم ، وتبادلوا الهجمات
وأصبح اللقاء تألق واضح ومباراة خاصة بين النجمين شفشينكو من أصحاب الأرض
وإبراهيموفيتش من المنتخب السويدي ، ففي الوقت الذي سدد النجم الأوكراني
كرتين الأولى في الدقيقة 23 عندما إنفرد بالمرمى عقب بينية من الجهة اليمنى
مرت بجوار القائم الأيمن والثانية بعدها بسبع دقائق أنقذها إندرياس
إساكسون حارس السويد بصعوبة .. جاء رد إبرا سريعاً عندما قابل عرضية لارسون
برأسه لكنها إصطدمت بالقائم الأيسر ، وخرجت خارج الملعب ليمنع هدفا مؤكدا
للسويد قبل نهاية الشوط بست دقائق .
مع بداية شوط المباراة الثاني وضحت تعليمات بلوخين المدير الفني لمنتخب
أوكرانيا للاعبيه بضرورة الضغط على لاعبي السويد في جميع أنحاء الملعب
لإستخلاص الكرة من منتصف الملعب قبل أن تشكل الهجمات خطورة على مرمى أصحاب
الأرض .. وفي المقابل طلب ايريك هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي من
لاعبيه ضرورة مواصلة الكثافة العددية في منتصف الملعب مع تنفيذ الهجمات
المرتدة السريعة .
لم تمض سوى سبع دقائق فقط على بداية الشوط الثاني حتى أعلن إبراهيموفيتش عن
كلمته الأولى المؤثرة في اللقاء عندما مرر كالستروم عرضية أرضية من الجهة
اليسرى غمزها إبرا بقدمه داخل مرمى بياتوف حارس أوكرانيا محرزاً الهدف
الأول للسويد في الدقيقة 52 .
إنتفاضة أصحاب الأرض جاءت سريعة فلم يسعد أنصار السويد بهدف إبرا سوى لمدة
ثلاث دقائق فقط حيث أعاد النجم الأوكراني الكبير أندريه شفشينكو الامور إلى
نقطة البداية عندما سجل هدف التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 55 عندما
إستغل عرضية يارمولينكو من الجهة اليمنى ووضعها برأسه من الوضع طائراً في
الزاوية اليمنى للحارس إيساكسون .. كان إصرار شفشينكو كبيراً على الفوز في
المباراة الخاصة بينه وبين إبرا فبعد أن سجل كل لاعب هدف فريقه عاد النجم
الأوكراني للتهديف مرة أخرى وتحديدا في الدقيقة 61 عندما تعامل برأسه مرة
أخرى وقابل ركنية كونوبليانكا ليضعها في الزاوية اليمنى للحارس السويدي
ليتقدم أصحاب الأرض .
لم يقف هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي متفرجاً فدفع بالتغييرات
الثلاثة خلال تسع دقائق حيث دفع بويلهامسون لاعب الهلال السعودي وسفينسون
وايلماندر بدلا من روزنبرج ولارسون وتويفونين وحاول إبرا العودة بالسويد
إلى المباراة مرة أخرى وكاد أن ينال مراده في الدقيقة 76 بتسديدة صاروخية
لكن الحارس بياتوف أنقذها بصعوبة .. ورغم التغييرات الهجومية للسويد وتنشيط
المنطقة الأمامية إلا أن الدفاع وتغييرات المدرب الأوكراني بالدفع بروتان
وميليفكسي بدلا من فورونين وشفشينكو منع زملاء إبرا من تحقيق مرادهم لتنتهي
المباراة بفوز أوكرانيا 2-1 وتصدرها للمجموعة الرابعة .